حسن عشرته صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس عشرة وأوسع الناس صدراً وأصدقهم لهجة وقد وصفه بعض أصحاب قائلا: كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب.
قال الله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} وكان يجيب من دعاه، ويقبل الهدية، قال أنس رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي "أف" قط وما قال لشئ صنعته لم صنعته ولا لشئ تركته لم تركته.
وقال جرير بن عبدالله رضي الله عنه "ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم قط منذ أسلمت ولا رءاني إلا تبسم".
وكان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجالسهم في حجره، ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين، ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر ويبدأ من لقيه بالسلام ويبدأ أصحابه بالمصاحفة، وكان أكثر الناس تبسماً وأطيبهم نفساً ما لم ينزل عليه قرءان أو يعظ أو يخطب، وقال عبدالله بن الحارث: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أنس رضي الله عنه قال: كان خدم المدينة يأتون فيها الماء فيغمس يده فيها للتبرك.
وكل هذا غيض كم فيض من الشمائل مما لا يستطاع حصره.
وحسبك في ذلك حسن عشرته لأهل بيته وأزواجه اللواتي ما شكت الواحدة منهن بل كن يروين عنه فضائل الأخلاق ومحاسن العشرة وكثرة الرحمة والشفقة وقد وصفه الله تبارك وتعالى بذلك بقوله: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} هذا وزد على ذلك معجزاته وأسراره وما خصه الله به من بين الأنبياء وتفضيله على جميع الرسل مع المكانة العالية له يوم القيامة إذ هو صاحب الشفاعة العظمى في ذلك اليوم العظيم وهوصلى الله عليه وسلم سيد ولد ءادم كلهم كما روى الترمذى أنه صلى الله عليه وسلم قال((أنا سيد ولد ءادم القيامة ولافخر)) وهو عليه الصلاة والسلام أول داخل إلى الجنة وهو صاحب المقام المحمود والدرجة الرفيعة والوسلية والفضيلة يوم القيامة، وأمته خير الأمم وأكثر الأمم أتقياء وفقهاء وعلماء وشهداء. والصلاة والسلام عليه أمر يحبه الله وشرعه الله في القرءان بقوله
(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) فهو وسيلتنا إلى الله وهو شفيع المذنبين بإذن الله وهوصلى الله عليه وسلم النور والبركة والرحمة المهداة وهو البركة العظمى حياً وميتاً، فقبره محجة أهل الحاجات وموضع البركات هناك عند قبره يسأل السائلون ربهم بجاهه فيعطون بإذن الله، وهناك تذرف دموعهم شوفاً إليه عليه الصلاة والسلام.
عطر اللهم قبره الكريم *** بعرف شذي من صلاة وتسليم
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي العالي القدر العظيم الجاه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
و تقبوا تحيات اخوكم في الله انس
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته