السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة هى المعارف المنتشرة بشكل واسع رغم أنها خاطئة تماما فى الواقع العملى والثقافي
ومن هنا جاءت فكرة هذا الموضوع المتجدد يوميا بإذن الله
ففي كل يوم سأطرح معلومة جديدة منتشرة مع تصحيحها ومرجعية هذا التصحيح
آملا أن يكون هذا فى إطار الفائدة المرجوة
المعلومة الأولى
الخلايا العصبية غير متجددة ولا توجد الخلايا العصبية إلا فى المخ ويكون تعامل المخ مع الأفعال الواقعة على الجسم أشبه بإشارات السنترال حيث يستقبل المخ الفعل ويرتب رد الفعل ويتم التنفيذ
التصحيح ,,
المعلومة جملة وتفصيلا ثبت خطأها العلمى تماما
وقد كان هذا الأمر هو تصور العلماء فيما مضي عند نشأة علم فسيولوجيا المخ على يد البروفيسور الروسي " بافلوف "
ومع زيادة الأبحاث فى هذا المجال توصل العلم إلى حقائق مذهلة أظزهرت مدى سذاجة التصور العلمى القديم وهو ما تم كشفه على يد بروفيسور روسي آخر هو العالم الدكتور " أنوكى " تلميذ البروفيسور بافلوف
فبداية يوجد بالمخ
• عدد الخلايا من 10 الى 15 مليار خلية عصبية بالغة الدقة تسمى النيورون من الممكن وضع 250 خلية على رأس دبوس دقيق ووزن المخ البشري ثلاثة أرطال ونصف
• كل خلية عصبية لها إمكانيات اتصال يبلغ 10 أس 28 اتصال فى الثانية مع 46 مليار وصلة
وكل خلية عصبية تعاونها خليات عصبية أخرى بالغة الدقة هى التى تقوم بعملية إبلاغ الخلية الأصلية بالأفعال الواقعة أى أنها تعمل كمديرة للنشاط وكل خلية من تلك الخليات تبعث بتقرير مختلف عن شقيقتها
فمثلا إذا كان الإنسان قد مد يده إلى قدر ساخن تبعث الخليات تقارير مختلفة كل منها تعالج أمرا مختلفا
فالتقرير الأول يكون لمدى خطورة وأثر القدر الساخن على الكف
والتقرير الثانى يرسل وضع الإنسان خلال الإصابة
والتقرير الثالث يرسل نصائح التصرف
وهكذا تتجمع كل تلك التقارير لتعطى الصورة كاملة قبل إتخاذ القرار فى جزء من مليون جزء من الثانية بشكل شديد التعقيد خلافا للتصور القديم من أن الإنسان إذا مس قدرا ساخنا فإنه يرفع يده عنه
لأن ما يجرى هو أن رد الفعل يتكون فى هذا الوقت البالغ الضآلة قبل صدور رد الفعل فتبحث الخلية خطورة إلقاء القدر الساخن وهل يحمل الإنسان شيئا آخر مهما بكفه الأخرى وما مدى أهميته وهل يمكن إحتمال الألم حفاظا على محتوى اليد الأخرى .. وهكذا
كما أن الخلايا العصبية تتجدد بل وأجزاء المخ ذاتها تقوم بإلقاء وظيفة الجزء المصاب من المخ على الجزء المجاور له
وهو ما ثبت عن طريق متابعة مريض بالصرع تم استئصال نصف مخه تماما وهى عملية جراحية قديمة كانت تنتهى عادة بوفاة المريض بعد عام واحد
إلا أن أحد هؤلاء المرضي عاش حتى سن الخمسين وعندما وضعه العلماء رهن الإختبار اكتشفوا للذهول أن النصف الآخر من المخ قد سحب سائر إختصاصات النصف المنزوع ومارس الرجل حياته بشكل طبيعى دون أن يفقد أى وظيفة حركية أو حسية من وظائف جسده
بالإضافة إلى أن الخلايا العصبية لها وجود آخر خارج المخ فى الغدة الكظرية " فوق الكلوية " المسئولة عن إفراز مادة الأدرينالين وهى المادة التى تزيد قدرات الجسم حال تعرضه للخطر
حيث تمكن العلماء مؤخرا من إيجاد علاج نهائي لأحد الأمراض المستعصية وهو مرض " باركنسون " الشهير بمرض الشلل الرعاش عن طريق زرع بعض خلايا الغدة فوق الكلوية فى المخ لتقوم بإفراز مادة " الدوبامين " والتى يسبب نقصها هذا المرض
بقي أخيرا أن نعرف أن سعة أو قدرة المخ بكامل خلاياه على إجراء عمليات الإتصال والتى كان العلماء قد وضعوا لها رقما بالغ التواضع قام البروفيسور أنوكى بحسابها عن طريق ضرب عدد خلايا المخ فى قدرة إتصال الخلية الواحدة بالثانية الواحدة ليصبح الناتج كالتالى
10أس 28 مضروبا فى عدد الخلايا " 10 ـ 15 " مليار يساوى 10 وأمامه عدد أصفار مرصوصة بطول 9 مليون كيلومتر .. هذا فى الثانية الواحدة !!
وسبحانك ربي ما خلقت هذا باطلا
مصدر المعلومة
د. مصطفي محمود ـ عجائب المخ البشري ـ برنامج العلم والإيمان
بحوث فى المخ البشري بمجلات طبية وثقافية مختلفة